الخميس، 13 أكتوبر 2011

7 - الصمامات والعقد

بدأ اليوم الثاني بتوقيت الساعة التي البسها وانا في حالة من التعب الشديد فمنذ وصولي للقمر لم أذق طعم النوم الا القليل منه. في ذلك اليوم كانت الحرارة شديدة جدا ومرتفعة فدرجة الحرارة على سطح القمر تتراوح بين 100 درجة في النهار وفي الليل تنخفض الى ما دون 173 تحت الصفر مئوية، فبحثت عن صخرة كبيرة لعلي استطيع النوم في ظلها فالمناطق المظلمة على القمر تدعى ماريا وهي كلمة لاتينية تعني البحار (مفردها بحر)، اكتشف الإخوان رواد ابولو بأن هذه المناطق عبارة عن سهول ناعمة مع بعض حفر هنا وهناك. بحثت حول الجبل ووجدت صخرة ولكن ليست مثل أي صخرة، كان ارتفاع هذه الصخرة قريب جدا من مستوى سطح القمر وكانت في موقع ظل الجبل ولونها داكن. صعدت على هذه الصخرة وألقيت بجسمي المتعب عليها لعلي اخذ قسط من الراحة، لم يمر على استلقائي على ظهري سوى ثواني قليلة ولا أعلم ماذا كان بعد ذلك سوى إنني كنت في سبات عميق. أحسست بعدها أن لهيب الشمس قد بدا يحرق جسمي وأيقضني من نومي. لما فتحت عيني ونظرت حولي ووجدت أنني لم أكن في نفس المكان، وإن القمر من تحت جسدي يتحرك او أن رأسي به دوار وهو الشعور الذي يحسه أي إنسان بعد حفلة صاخبة ... لا أعرف ما هو. كانت المفاجأة الكبرى ان الارض التي انا عليها هي التي تتحرك بالفعل وأن المكان ليس هو المكان نفسه ... لقد كانت الارض عبارة عن ظهر سلحفاة كبيرة تتحرك باتجاه الوادي.
كانت هذه السلحفاة لها ظهر مسطح لونه مقارب الى لون الصخر وكانت تتحرك بسلسلة بها جنزير يخيل إليك إنها عربة عسكرية مجنزرة او دبابة وكان لها رأس مثل مدفع الهاون طويل ورشيق في أعلاه عينين على كل جانب. أما المؤخرة فكانت مثل صندوق السيارة الخلفي مربع الشكل يمكن لأي كائن بشري ارضي أو قمري بمثل حجمي الدخول فيه وهو يفتح من الداخل عن طريق الدغدغة لجزء صغير من أجزاء السلحفاة. لقد كان الجزء السفلي من السلحفاة شفافا تستطيع مشاهدة ماذا يحدث بالخارج بوضوح تام ولا يسمح بدخول المياه إليه وهو سميك جدا، ويمكن للهواء من الدخول والخروج من الصندوق عبر مسام وصمامات مصممة تصميما طبيعيا وفيها من التعقيد النظامي والعملي الشيء الكثير، وكانت هذه السلحفاة مسالمة جدا فهي تطيع من أطاعها وتعصى من عصاها (يذكرني هذا ببعض اعضاء البرلمانات العربية الكثيرة والمنتشرة في عالمنا العربي). عرفت كل هذا عند استخدامي لهذه السلحفاة في التنقل على سطح القمر وتحت سطح البحيرة.
فيما بعد استخدمت السلحفاة في التنقل والمبيت بداخلها من غير أجرة ، لذلك بعد ذهابنا الى الوادي لاحظت إنها تشرب من المياه الملوثة ولا يحصل لها شيء .. استنتجت أن لها نظام مائي وقمري أيضا معقد جدا لم استطيع أن أفك رموزه إلى يومنا هذا فأحببت أن أعطى هذه السلحفاة اسما وهو (أم الصمامات والعقد)، وسوف ارمز لها إلى (ص ع)، فقلت في نفسي لا بد أن احد من اليابانيين أو من جزيرة "سلم لي عليه" قد وصل إلى هنا ولكن التاريخ تجاهل هذه الواقعة كما هو متبع لدينا لأنه كما نعلم أول من زار القمر كانت المركبة الفضائية السوفيتية لونا 2 في عام 1959، وأول هبوط على سطحه كان في 20 يوليو 1969 بالرحلة الأمريكية الشهيرة أبوللو 11، وربما أيضا للسفينة الأمريكية لها علاقة بوجود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق