الأحد، 28 أغسطس 2011

3 - شرابة

يوجد في ذلك الوادي مياه غير صالحة للشرب والاستخدام القمري او البشري (طبعا انا الوحيد في ذلك الوقت) وذلك بفعل سقوط النيازك والأشعة البنفسجية، الحمراء، الصفراء وجميع ألوان الطيف والتي تأتي من الخارج مؤثرة بهذه المياه. كيف عرفت أن هذه المياه ملوثة ؟ لقد اصطدت نملة كبيرة ولقد أسميتها " شرابه " وهي من نمل الوادي وأجبرتها على الشرب من هذه المياه بالقوة وذلك بمنعها من التجمعات النملية إذا لم تنفذ الأوامر الصادرة مني ..... المفاجئة كانت مذهلة .. فلقد انتفخ بطن النملة التي لا تشبع ، وبعد فترة وجدتها تجلس القرفصاء وتولول وتغني على الأيام الخوالي ... فاستنتجت بحسب معرفتي الأرضية المسبقة وعرفت أن النملة المسكينة " شرابه " على شفى الموت.
أكثر ما لفت انتباهي على القمر هو السكون المطبق الذي يسبق العاصفة. جلست على صخرة بركانية باردة ولم يكن هناك أي صوت ، أتأمل واحلم كيف استطيع أن احكم هذا العالم النملي وأن افوز في الانتخابات القمرية النملية بنسبة لا تقل عن 99% .. فجأة وجدت رأسي قد شج من جراء حجر وقع عليه من الفضاء الخارجي. رفعت راسي إلى الأعلى لأجد من حذفه وتوقعت أن يكون من أولاد الحارة الأشقياء كما هو متبع على أرضنا وفي حارتنا على وجه الخصوص عندما أسير في الشارع ... فلم أجد أحدا ... فطار قلبي من الفرح وحمدت الله على انه قضاء وقدر، وحمدت الله كثيرا على انه حجر صغير وليس مثل القنابل العنقودية والبلاستيكية والثومية أو القومية أو الاشتراكية والرأسمالية والعلمانية التي تتساقط بشكل شبه يومي علينا بسبب وبدون سبب ... لهذا لم العن ولم اسب احد وهذا للمعلومة أول مرة أقوم بمسك لساني. الغريب أن النمل لم يكن متواجدا لحظة سقوط الحجارة النيزكية، ولقد استنتجت لاحقا أن لديها رادارات طبيعية تتفوق على مثيلاتها في كوكبنا الأرضي خاصة الموجودة لدينا في عالمنا العربي ، من خلال مشاهدتي للنمل من بعد حيث كلما رميت عليها حجرا (لم يكن لدي بندقية صيد) لاصطادها تهرب في الاتجاه الأخر وتطالعني بطرف عينها الحمراء. فكرت أن اصطاد عدد غير بسيط من النمل واسلخ ظهورها التي يوجد بها الرادار الطبيعي وأوزعه على العرب بعد موافقة القوى العظمى طبعا.
وعلى فكرة القوى العظمى وجدت أثناء تجوالي العلم الأمريكي المنصوب عن طريق الرحالة الأخ ارمسترونج والذي سبقني الى القمر على متن السفينة الشراعية "ابولو 11" والملاحظ انه سليم لم يتقطع بمثل اهتمامنا بأعلامنا في أوطاننا. استنتجت في هذه اللحظة انني لست اول من يقوم برحلة إلى الفضاء وإنه تم الضحك علي من قبل وزارة الانطلاق الفضائي لخارج المجرة فهي المسؤولة عن برنامج الرحلة وهذا امر طبيعي بالنسبة لي كمواطن عربي.
لقد مكثت على القمر قرابة ثلاثة أيام بلياليها ولقد استخدمت النمل مرة أخرى في التنقل هنا وهناك فكما ذكرت سابقا أن النمل كبيرا جدا ومسالم ويأتي في حجم اللاما (على شكل جمل صغير ونسميه الحاشي) وهي من صفات النمل القمري.

الجمعة، 19 أغسطس 2011

2 - القمر

قبل الوصول إلى القمر بعدة مئات من الأميال اصابتني الدهشة من صورته وسطحه وما به من كثرة الحفر وأتساعها والأودية فقلت في نفسي لأنه لم يكن حولي أحد ، كم أنت جميلة يا مدينتي بحفرك الصناعية الصغيرة المؤذية هنا وهناك. أما الأودية الموجودة على القمر والتي استطيع ان اشاهدها من على مركبتي الفضائية، فهناك وادي كان له قصة معي بعد الهبوط والتجول عليه وسوف اعود اليه في وقت لاحق. كان منظر القمر من الخارج فيه من الجمال الآخذ للعقل قبل الهبوط عليه وكذلك انعكاس الضوء منه من دون أي أجهزة أو أدوات من المناظر التي لن أنساها.
كان الهبوط عليه فيه بعض الصعوبة وذلك لأنني لم اجد مساحة او أرض مستوية إلا بشق الأنفس فلقد قمت بالدوران حول القمر عدة مرات وأخذ مني وقت طويل حتى وجدت المكان المناسب. المكان كان بالقرب من جبل صغير وارتفاعه يعادل عمارة بارتفاع عشرة ادوار تقريبا، هناك وجدت ارض مستوية. اسم هذا الجبل هو "مطاجا" وهي الأحرف الأولى من "من طول الغيبة جاب الغنايم" وهو من الأمثال الشائعة لدينا على كوكبنا الارضي ولكن مغاير في المعنى وهو "راجعنا بكرة". يقع من شمال هذا الجبل الشامخ وادي متسع فيه نمل كثير .. نعم ... نمل .. من صفات هذا النمل انه من النوع الكبير وله ثمانية أرجل، وله عيون حمراء وحواجب عريضة وهو يأكل كثيرا من إعشاب خاصة، طول أحراش هذه الاعشاب مقاس 91 ولا يقبل طول 95 لأنها تسبب له الهيجان اللا إرادي فتجده إذا أكلها يدور في مكانه كأن به مس من الجنون الوقتي. هذا النمل العجيب يأكل من دون تعب مثل الجراد الصحراوي ولا يعمل (يذكرني هذا النوع من بعض البشر على كوكبنا الأرضي)، على عكس ما هو موجود لدينا على كوكبنا الارضي فهو صغير ويدور على رزقه.

الخميس، 11 أغسطس 2011

1 – الهجرة خارج المجرة

خارج نطاق المجرة التي فيها أرضنا، سافرت بعيدا جدا لفترة من الوقت وقد كانت الرحلة في بدايتها متعبة جدا حيث قطعت ملايين الأميال بسرعة الضوء بدون صاحب يقطع علي وحشتي ووحدتي. تتخللت هذه الرحلة الكثير من المشاهدات العجيبة والاحداث الغريبة والتي في بعض الاحيان تكون خطرة جدا وغير متوقعة مثل مشاهدتي لبعض المخلوقات الغير طبيعية والغير مألوفة على كوكبنا الارضي. في هذه الرحلة تمت كتابة بعض الملاحظات والتي اكتبها لكم على مراحل ربما يأخذ بعض الاجزاء القليل من الشرح والبعض الاخر الكثير منه ، وهذا يعتمد اعتمادا كليا على الفترة الزمنية والحدث الذي كنت به في المركبة الفضائية أو على سطح كوكب من أحد الكواكب أو الاقمار في المجرة الشاسعة.
المشاهد من اوصاف خيالية وربما مطابقة لما هو واقع بيننا ، تحولت إلى جولة بما اسميه في مذكراتي الخاصة إلى "هجرة خارج المجرة" وما تم بها من أحداث ومشاهدات:
في يوم من الايام كانت الغيوم ملبدة تنذر بيوم مطير مثل كل يوم من ايام كانون الثاني على الصحراء العربية. تقع منصة اطلاق السفينة الفضائية في وسط الصحراء وتبعد عن اقرب مدينة بحوالي الساعة. في ذلك اليوم حاول علماء الفضاء والمسؤولين عن المركبة وعملية الاطلاق التغلب على تقلبات الطقس فلم يستطيعوا ان يلتزموا بالموعد المحدد لهم ، لذلك تؤجل موعد ارسال المركبة إلى الفضاء الخارجي يوم اخر. في اليوم التالي كانت كل الاجهزة والمعدات والضروف الطبيعية على استعداد للعملية التي سوف ترسل اول شخص إلى الفضاء وكان هذا اليوم مشهود في الذاكرة البشرية حيث كان يوم 21 كانون الثاني من ذلك العام وهو الموعد المحدد المناسب للانطلاق.