الجمعة، 16 سبتمبر 2011

5 - المعلمة

وجدت باعوضة في الأربعينات من العمر أنثي مؤدبة وصاحبة علم ومعرفة فجلسنا نتناقش في مواضيع عدة فدار هذا الحديث:
هي: من أين أنت ؟
أنا: من الأرض ... وأنتِ أيتها الأخت ( قلت هذا متردداً ) ؟
هي: كنا في قديم الزمان نعيش هناك على الكوكب الأرضي ولكن الله يسامح ارمسترونج وشلته هم السبب في تواجدنا هنا .. فلقد أحضرونا معهم إلى القمر وكنا صغارا لا نفقه شيئا في الحياة تقدر تقول شرانق متشرنقة مجمعة ومصفوفة في صفين ومكتوب على الصندوق أبوعين.
انا: حسبي الله ونعم الوكيل ... طيب لماذا انتم بهذا الشكل ؟ يوجد على كوكبنا الارضي باعوض ولكن ليس بنفس الصفات والحجم.
هي: لقد رشوا علينا مبيد كيميائي كان اسمه "تيتي تيتي لا رحتِ ولا جيتي" وهو مركب كيميائي خطير جدا اخطر من البرتقالي، ولا يصنع إلا تحت حراسة مشددة في صحراء نيفادا الهنكر 16 وهو الذي غير إشكالنا وأحجامنا إلى هذا الذي تراه ..
(في هذه الأثناء كان واحد من المباحث الباعوضية يتجسس ويتنصت على كلامنا فلم نعيره أي انتباه عرفت ذلك من خلال عينه التي لا تستقر وكذلك من خلال المسباح التي يلعب بها بين يديه وهي من الرخيصة ابو ريالين)
أنا: طيب وبعدين ... أليس هناك من جمعية لحقوق الباعوض تستطيعون أن تشتكون إليها.
هي: جمعية ؟ هههههههه بصوت عالي وقهقهت حتى بانت لي نواجذها على ما اعتقد ... جمعية أيه يا حج ..
انا: (لقد عرفت إنني وقعت في مطب محرج جدا مع بنت الحلال الباعوضة وذلك من خلال رعشة في اليد وخفقان في القلب وتصبب العرق من جبيني فاستدركت الموقف) وقلت .. طيب وبعدين ( والابتسامة تعلو محياي).
هي: تشرب شاي ؟
انا: سوف احضر لك كأس من الشاي ... تريدينه احمر ام اخضر.
هي: اخضر
انا: سوف أعود إليك بعد قليل.
ذهبت إلى موقع الذي به المشروبات الغازية والغير غازية والروحية والغير روحية والمأكولات المحرمة والغير محرمة. طلبت من الجارسون أن تعمل لي اثنين شاي واحد احمر وواحد اخضر والحلا برا وواحد سندوتش زعتر جبلي. في أثناء ذلك لمحت المعلمة الجليلة والتي كنت أتحدث معها منذ قليل تصلح من هندامها ومكياجها فاعتراني الخوف والشبهة ، فتصنعت إنني لا انظر إليها. بعد قليل أتاني الطلب وكان على الصحن ورقة صغيرة عليها رقم جوال الجارسون. تعوذت من الباعوض الجرسوني القمري ومشيت إلى أن أصبحت قريبا من السيدة المبجلة.
مددت يدي لأعطيها كأس الشاي الأخضر فلامست يدي يدها وشاهدت بسمة خفيفة على وجهها واحمرارا على وجنتيها.
قلت: تفضلي الشاي ... هل تريدين مشاطرتي في الساندويتش.
قالت: شكرا ... وهي تناظرني بعينها الحمراء .. كلما رمشت بعينها الوحيدة كنت لا اعلم أهي غمزه أو رمشه ... فجلست حائرا أفكر بتلك العين وما سوف يأتي بعد العين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق